كثيراً ما نسمع أن فاقد الشي لا يعطيه ..
وكأن أحاسيسنا ومشاعرنا تنضب !!
وكان العطاء يقلل الحب والحنان والرحمة الذي نمتلكه !
ولكنني ..
أرى أن فاقد الشي يعطيه .. بل ويعطيه أكثر من الشخص العادي ..
فحينما نشعر بفقد إحساس ما ..
نكون أكثر معرفة بذلك الألم ..
الذي يخلفه نقص الشعور بوجوده
..
فـ سرعان ما تهرع نفوسنا إلى تعويض ما فقدناه نحن ..
إلى من نراه في مثل حالنا ..
حتى لايشعر بذلك الألم الذي عهدناه ..
فاقد الشي يعطيه ..!!
فحينما يفقد الطفل حنان أحد الوالدين
نجده اكثر مايكون حناناً ورحمةً بكل الأطفال
وربما تتجاوز إلى حدود التدليل ..
وحينما يفقد الشخص نعمة رغد العيش ..
نراه أثر ما يكون عطاءاً وبذلا ً حين تتسع معيشته ..
ونرى أن من فقد الحب أو واجه آلاماً بسببه
يسعى جاهداً لأن يكون كافضل مايكون مع كل من يحبه بعد ذلك
رغبة منه في عدم جلدهم بنفس السياط الذي جُلد به ..
قد يكون فاقد الشي لايعطيه ..
عندما تشكل الضغوطات جانباً غير سوي في ذواتنا ..
فتصنع من أحاسيسنا جلاداً بنفس السوط الذي جلد به أحساسنا ..
وربما أن خوفنا الدائم من تكرارنا لصورة من أمسكوا السياط يوماً ما وجلدونا به
يجعلنا لا شعوريا نسلك مسلكهم دونما أدنى شعور ..!!
وربما أننا نمسك بذلك السوط فنكسره حتى وإن كان من الضروري بقاؤه دون
استعمال ..
ويبقى أن أسأل ..
هل تروا حقيقة العطاء بدافع فقداننا له .. !
وهل لهذا العطاء الناتج عن ترسبات من تجاربنا الحياتية استمرارية !
أن كنت ترى أن فاقد الشي لا يعطيه .. فهل هذا يعني أن الإحساس نبع يجف
بعطائنا .. !
أم أن التوقف عن العطاء يجعله يجف حتى النضوب ...!!!!
اريد ان اعرف ارائكم...