تكمن المشكلة الحقيقية في جهل بعض النساء المتحمسات الحقيقة الصحيحة للمرأة المسلمة التي عرّفها الدين الإسلامي التي يفترض ان تنتسب إليه وتعرّف كل أفكارها من منطلقاته . بل هي تحاول الخوض في ذلك من خلال رغباتها , أو أهوائها , أو مزاجها . وتعقد في فكرها وقلبها أفكار المجتمعات الغربية وأنماط معيشتهم , وطريقة حياتهم . وتبذل الجهد الكبير لعمل وبث المقارنات بينها وبين المرأة في الجهة الخلفية من العالم دون انتباه ان تلك المقارنة غير مبررة وغير ممكنة بسبب اختلاف خصائص وصفات وسمات المجتمع , ومفتقدة الأدوات والمرجعية الصحيحة لاستخلاص النتائج الواقعية والمنطقية . وتتناسى بعض النساء فقدان تلك المجتمعات للعقيدة القويمة , والأخلاق السليمة . كما أن المرأة تتجاهل خصوصية المجتمع لدينا وخصوصية المرأة داخل مجتمعنا وتحاول ان تساوي وتشابه بنفسها النساء في مجتمعات أخرى .كثير من النساء يصرخن بأصوات مزعجة يتأففن من وضع المجتمع ويعلنّ تذمرهن مما يسمينه قيود ومورثات اجتماعية ولا يبالين بالثوابت الدينية الراسخة بسبب تحوير تلك الثوابت إلى ادعاءات ووصفها أنها موروثات اجتماعية بالية .
والأغرب من ذلك أن بعضهن يردن التمرد بإلغاء ونبذ تلك الثوابت وإعمال العقل بشكل سلبي, وعقد مقارنات مع مجتمعات أخرى متفككة ومتحررة. والأعجب انه على الرغم من ضجر كثير من النساء من خصوصية المجتمع الدينية, وشعور كثير منهن بان المناخ العام للمجتمع مناخ سوداوي و ممل. إلا أنهن لا يردن العيش والاختلاط في المجتمعات التي يضربن بها المثل فلو قلنا لإحدى المتضجرات المنزعجة من وضع المجتمع اذهبي وأقيمي وعيشي وتعايشي مع مجتمعك الذي تفضلينه لرفضت وقاتلت لكي تفرض قناعاتها الخاطئة على الآخرين في مجتمعنا وتنصّب نفسها قائدة للأمة النسوية في مجتمعنا وكأن نساءنا ليس لديهن مشكلات إلا ما تظنه هي.. كما ان المضحك المبكي حقا ان كثيرا من النساء الكاتبات والمطالبات بتغيير المجتمع يضربن أمثلة جمة من مجتمعات غربية هنا وهناك ويتحدثن بطلاقة ومفهومية عن تلك المجتمعات وهنّ لم يغادرن بيوتهن ولم يسافرن ولم يشاهدن تلك المجتمعات على حقيقتها فنقلهن فقط من خلال إقامة أيام في تلك الدول دون وعي ولا دراسة ولا تعايش حقيقي, أو من خلال بعض المواقف والمصادفات في عطلات الصيف والسياحة, أو من خلال الاطلاع والقراءة, أو السماع من أخريات .
مشكلة وعقدتها المرأة بيننا أنها تحاول تعريف نفسها وحقيقتها من خلال قاموس الرجل وتبذل جهدها ان تجد شرحا لمعنى مفردة المرأة في صفحات المعجم الفكري والنفسي للرجل . إنها تحاول ان تعرّف نفسها كإنسانة أكثر منه كأنثى لها صفاتها وخصائصها ووظيفتها ودورها .
تحاول وهي الضعيفة ذات الكيد العظيم تحاول اللعب بألفاظ براقة , وأقوال كونية , وأفكار نارية , ومصطلحات فخمة , ومفردات مريبة وتتبنى اتجاهات مغلوطة ومبهمة وتحرص على الانتماء إلى خطابات وحركات وأحزاب اجتماعية فتتبنى الليبرالية داخلها, وتسقي نبات التحررية في فكرها, وتنادي بمدرسة الحقوقية والمساواة, وتتوجه للعلمنة, تحاور بفكر الإصلاحية, وتناقش بعقلية العصرية, وتجادل بفهم الحداثة,.[center]